فصل: قال الزمخشري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الزمخشري:

سورة المسد:
مكية.
وآياتها 5.
نزلت بعد الفاتحة.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة المسد: الآيات 1- 5]

{تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (2) سَيَصْلى نارًا ذاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}
التباب: الهلاك. ومنه قولهم: أشابة أم تابة، أى: هالكة من الهرم والتعجيز. والمعنى: هلكت يداه، لأنه فيما يروى: أخذ حجرا ليرمى به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم {وَتَبَّ} وهلك كله. أو جعلت يداه هالكتين. والمراد: هلاك جملته، كقوله تعالى: {بِما قَدَّمَتْ يَداكَ} ومعنى {وَتَبَّ} وكان ذلك وحصل، كقوله:
جزانى جزاه اللّه شرّ جزائه ** جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

و(عن) متعلقة بجزى، أى: جزاء ناشئا عن كبر، وفيه معنى التهكم. ويجوز أنها بمعنى البدل، والأوجه أنها بمعنى بعد.
وقيل: إنها بمعنى في، وليس بشيء، وعبر بالمضارع بدل الماضي استحضارا لما مضى، لأنه عجيب.
ويدل عليه قراءة ابن مسعود: {وقد تب} وروى أنه لما نزل {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} رقى الصفا وقال. «يا صباحاه»، فاستجمع إليه الناس من كل أوب. فقال: «يا بنى عبد المطلب، يا بنى فهر، إن أخبرتكم أنّ بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقىّ؟» قالوا: نعم، قال: «فإنى نذير لكم بين يدي الساعة»، فقال أبو لهب: تبا لك، ألهذا دعوتنا؟ فنزلت.
فإن قلت: لم كناه، والتكنية تكرمة؟
قلت: فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أن يكون مشتهرا بالكنية دون الاسم، فقد يكون الرجل معروفا بأحدهما، ولذلك تجرى الكنية على الاسم، أو الاسم على الكنية عطف بيان، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء وأن تبقى سمة له، ذكر الأشهر من علميه ويؤيد ذلك قراءة من قرأ{يدا أبو لهب} كما قيل، علي بن أبو طالب. ومعاوية بن أبو سفيان، لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع، ولفليتة بن قاسم أمير مكة ابنان، أحدهما: عبد اللّه- بالجرّ، والآخر عبد اللّه- بالنصب. كان بمكة رجل يقال له: عبد اللّه- بجرّة الدال، لا يعرف إلا هكذا.
والثاني: أنه كان اسمه عبد العزى، فعدل عنه إلى كنيته. والثالث: أنه لما كان من أهل النار ومآله إلى نار ذات لهب، وافقت حاله كنيته، فكان جديرا بأن يذكر بها. ويقال: أبو لهب، كما يقال: أبو الشر للشرير. وأبو الخير للخير، وكما كنى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أبا المهلب: أبا صفرة، بصفرة في وجهه. وقيل كنى بذلك لتلهب وجنتيه وإشراقهما، فيجوز أن يذكر بذلك تهكما به، وبافتخاره بذلك. وقرئ {أبى لهب}، بالسكون. وهو من تغيير الأعلام، كقولهم: شمس بن مالك بالضم {ما أَغْنى} استفهام في معنى الإنكار، ومحله النصب أو نفى {وَما كَسَبَ} مرفوع. وما موصولة أو مصدرية بمعنى: ومكسوبه. أو: وكسبه. والمعنى: لم ينفعه ماله وما كسب بماله، يعنى: رأس المال والأرباح. أو ماشيته وما كسب من نسلها ومنافعها، وكان ذا سابياء. أو ماله الذي ورثه من أبيه والذي كسبه بنفسه. أو ماله التالد والطارف.
وعن ابن عباس: ما كسب ولده.
وحكى أن بنى أبى لهب احتكموا إليه، فاقتتلوا، فقام يحجز بينهم، فدفعه بعضهم فوقع، فغضب، فقال: أخرجوا عنى الكسب الخبيث: ومنه قوله عليه السلام «إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه» وعن الضحاك: ما ينفعه ماله وعمله الخبيث، يعنى كيده في عداوة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
وعن قتادة: عمله الذي ظن أنه منه على شيء، كقوله: {وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ} وروى أنه كان يقول: إن كان ما يقول ابن أخى حقا فأنا أفتدى منه نفسي بمالي وولدى {سَيَصْلى} قرئ بفتح الياء وبضمها: مخففا ومشددا، والسين للوعيد، أى: هو كائن لا محالة وإن تراخى وقته {وَامْرَأَتُهُ} هي أم جميل بنت حرب أخت أبى سفيان، وكانت تحمل حزمة من الشوك والحسك والسعدان فتنثرها بالليل في طريق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
وقيل: كانت تمشى بالنميمة: ويقال للمشاء بالنمائم المفسد بين الناس: يحمل الحطب بينهم، أى: يوقد بينهم النائرة ويورّث الشر.
قال:
من البيض لم تصطد على ظهر لأمة ** ولم تمش بين الحىّ بالحطب الرّطب

جعله رطبا ليدل على التدخين الذي هو زيادة في الشر، ورفعت عطفا على الضمير في {سَيَصْلى} أى: سيصلى هو وامرأته. و{فِي جِيدِها} في موضع الحال. أو على الابتداء، و{في جيدها}: الخبر. وقرئ: {حمالة الحطب} بالنصب على الشتم، وأنا أستحب هذه القراءة، وقد توسل إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بجميل: من أحب شتم أم جميل. وقرئ: {حمالة للحطب} و{حمالة للحطب} بالتنوين، والرفع والنصب. وقرئ: {ومريته} بالتصغير. المسد: الذي فتل من الحبال فتلا شديدا، من ليف كان أو جلد، أو غيرهما.
قال: ومسد أمرّ من أيانق ورجل ممسود الخلق مجدوله. والمعنى: في جيدها حبل مما مسد من الحبال، وأنها تحمل تلك الحزمة من الشوك وتربطها في جيدها كما يفعل الحطابون: تخسيسا لحالها، وتحقيرا لها، وتصويرا لها بصورة بعض الحطابات من المواهن، لتمتعض من ذلك ويمتعض بعلها، وهما في بيت العز والشرف. وفي منصب الثروة والجدة. ولقد عير بعض الناس الفضل بن العباس ابن عتبة ابن أبى لهب بحمالة الحطب، فقال:
ما ذا أردت إلى شتمي ومنقصتي ** أم ما تعيّر من حمّالة الحطب

غرّاء شادخة في المجد غرّتها ** كانت سليلة شيخ ناقب الحسب

ويحتمل أن يكون المعنى: أن حالها تكون في نار جهنم على الصورة التي كانت عليها حين كانت تحمل حزمة الشوك، فلا تزال على ظهرها حزمة من حطب النار من شجرة الزقوم أو من الضريع، وفي جيدها حبل من ما مسد من سلاسل النار: كما يعذب كل مجرم بما يجانس حاله في جرمه.
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة تبت رجوت أن لا يجمع اللّه بينه وبين أبى لهب في دار واحدة». اهـ.

.قال الماوردي:

قوله تعالى: {تبّتْ يدا أبي لهب}
اختلف في سبب نزولها في أبي لهب على ثلاثة أقاويل:
أحدها: ما حكاه عبد الرحمن بن زيد أن أبا لهب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ماذا أُعطَى إن آمنتُ بك يا محمد؟ قال: ما يعطَى المسلمون، قال: ما عليهم فضل؟ قال: وأي شيء تبتغي؟ قال: تبَّا لهذا من دين أن أكون أنا وهؤلاء سواء، فأنزل الله فيه: {تبت يدا أبي لهب}.
الثاني: ما رواه ابن عباس أنه لما نزل {وأنذر عشيرتك الأقربين} أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليها، ثم نادى يا صباحاه! فاجتمع الناس إليه، فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، صدقتموني؟ قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبّا لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا؟! فأنزل الله تعالى هذه السورة.
الثالث: ما حكاه عبد الرحمن بن كيسان أنه كان إذا وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وفْدٌ انطلق إليهم أبو لهب، فيسألونه عن رسول الله ويقولون: أنت أعلم به، فيقول لهم أبو لهب: إنه كذاب ساحر، فيرجعون عنه ولا يلقونه، فأتاه وفد، ففعل معهم مثل ذلك، فقالوا: لا ننصرف حتى نراه ونسمع كلامه، فقال لهم أبو لهب: إنا لم نزل نعالجه من الجنون فتبًّا له وتعسًا، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاكتأب له، فأنزل الله تعالى: {تَبّتْ} السورة، وفي {تبّتْ} خمسة أوجه:
أحدها: خابت، قاله ابن عباس.
الثاني: ضلّت، وهو قول عطاء.
الثالث: هلكت، قاله ابن جبير.
الرابع: صفِرت من كل خير، قاله يمان بن رئاب.
حكى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنه لما قتل عثمان بن عفان سمع الناس هاتفًا يقول:
لقد خلّوْك وانصدعوا ** فما آبوا ولا رجعوا

ولم يوفوا بنذرِهمُ ** فيا تبَّا لما صَعنوا

والخامس: خسرت، قاله قتادة، ومنه قول الشاعر:
تواعَدَني قوْمي ليَسْعوْا بمهجتي ** بجارية لهم تَبّا لهم تبًّا

وفي قوله: {يَدَا أَبِي لَهَبٍ} وجهان:
أحدهما: يعني نفس أبي لهب، وقد يعبر عن النفس باليد كما قال تعالى: {ذلك بما قدمت يداك} أي نفسك.
الثاني: أي عمل أبي لهب، وإنما نسب العمل إلى اليد لأنه في الأكثر يكون بها.
وقيل إنه كني أبا لهب لحُسنه وتلهّب وجنته، وفي ذكر الله له بكنيته دون اسمه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه كان بكنيته أشهر منه باسمه.
الثاني: لأنه كان مسمى بعبد هشم، وقيل إنه عبد العزى فلذلك عدل عنه.
الثالث: لأن الاسم أشرف من الكنية، لأن الكنية إشارة إليه باسم غيره، ولذلك دعا الله أنبياءه بأسمائهم.
وفي قوله: {وتَبَّ} أربعة أوجه:
أحدها: أنه تأكيد للأول من قوله: {تبت يدا أبي لهب} فقال بعده {وتب} تأكيدًا.
الثاني: يعني تبت يدا أبي لهب بما منعه الله تعالى من أذى لرسوله، وتب بما له عند الله من أليم عقابه.
الثالث: يعني قد تبّ، قاله ابن عباس.
الرابع: يعني وتبّ ولد أبي لهب، قاله مجاهد.
وفي قراءة ابن مسعود: تبت يدا أبي لهبٍ وقد تب، جعله خبرًا، وهي على قراءة غيره تكون دعاء كالأول.
وفيما تبت عنه يدا أبي لهب وجهان:
أحدهما: عن التوحيد، قاله ابن عباس.
الثاني: عن الخيرات، قاله مجاهد.
{ما أَغْنَى عَنْه مالُه وما كَسَب} في قوله: {ما أغنى عنه} وجهان:
أحدهما: ما دفع عنه.
الثاني: ما نفعه، قاله الضحاك.
وفي {مالُه} وجهان:
أحدهما: أنه أراد أغنامه، لأنه كان صاحب سائمة، قاله أبو العالية.
الثاني: أنه أراد تليده وطارفه، والتليد: الموروث، والطارف: المكتسب.
وفي قوله: {وما كَسَبَ} وجهان:
أحدهما: عمله الخبيث، قاله الضحاك.
الثاني: ولده، قاله ابن عباس.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أولادكم من كسبكم»
وكان ولده عتبة بن أبي لهب مبالغًا في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم كأبيه، فقال حين نزلت {والنجم إذا هوى} كفرت بالنجم إذا هوى، وبالذي دنا فتدلى، وتفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك» فأكله الأسد.
وفيما لم يغن عنه ماله وما كسب وجهان:
أحدهما: في عداوته النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: في دفع النار عنه يوم القيامة.
{سَيَصْلَى نارًا ذاتَ لَهَبٍ} في سين سيصلى وجهان:
أحدهما: أنه سين سوف.
الثاني: سين الوعيد، كقوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} و{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا} وفي {يَصْلًى} وجهان:
أحدهما: صلي النار، أي حطبًا ووقودًا، قاله ابن كيسان.
الثاني: يعني تُصليه النار، أي تنضجه، وهو معنى قول ابن عباس، فيكون على الوجه الأول صفة له في النار، وعلى الوجه الثاني صفة للنار.
وفي {نارًا ذاتَ لَهَبٍ} وجهان:
أحدهما: ذات ارتفاع وقوة واشتعال، فوصف ناره ذات اللهب بقوتها، لأن قوة النار تكون مع بقاء لهبها.
الثاني: ما في هذه الصفة من مضارعة كنيته التي كانت من نذره ووعيده.
وهذه الآية تشتمل على امرين:
أحدهما: وعيد من الله حق عليه بكفره.
الثاني: إخبار منه تعالى بأنه سيموت على كفره، وكان خبره صدقًا، ووعيده حقًا.
{وامرأتُهُ حَمّالَةَ الحَطَبِ} وهي أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان.
وفي {حمالة الحطب} أربعة أوجه:
أحدها: أنها كانت تحتطب الشوك فتلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم ليلًا، قاله ابن عباس.
الثاني: أنها كانت تعيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر، فكان يحتطب فعيرت بأنها كانت تحتطب، قاله قتادة.
الثالث: أنها كانت تحتطب الكلام وتمشي بالنميمة، قاله الحسن والسدي فسمي الماشي بالنميمة حمال الحطب لأنه يشعل العداوة كما تشعل النار الحطب، قال الشاعر:
إنّ بني الأَدْرَمِ حَمّالو الحَطَبْ ** هم الوُشاةُ في الرِّضا وفي الغَضَبْ

عليهمُ اللعْنةُ تَتْرى والحرَبْ

وقال آخر:
مِنَ البِيضِ لم تُصْطَدْ على ظهر لأمةٍ ** ولم تمشِ بَيْن الحيّ بالحَطَب والرطْبِ

الرابع: أنه أراد ما حملته من الآثام في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كالحطب في مصيره إلى النار.
{في جِيدِها حَبْل مِنْ مَسَدِ} جيدها: عنقها.
وفي {حبل من مسد} سبعة أقاويل:
أحدها: أنه سلسلة من حديد، قاله عروة بن الزبير، وهي التي قال الله تعالى فيها: {ذرعها سبعون ذراعًا} قال الحسن: سميت السلسلة مسدًا لأنها ممسودة، أي مفتولة.
الثاني: أنه حبل من ليف النخل، قاله الشعبي، ومن قول الشاعر:
أعوذ بالله مِن لَيْل يُقرّبني ** إلى مُضاجعةٍ كالدَّلْكِ بالمسَدِ

الثالث: أنها قلادة من ودع، على وجه التعيير لها، قاله قتادة.
الرابع: أنه حبل ذو ألوان من أحمر وأصفر تتزين به في جيدها، قاله الحسن، ذكرت به على وجه التعيير أيضًا.
الخامس: أنها قلادة من جوهر فاخر، قالت لأنفقنها في عداوة محمد، ويكون ذلك عذابًا في جيدها يوم القيامة.
السادس: أنه إشارة إلى الخذلان، يعني أنها مربوطة عن الإيمان بما سبق لها من الشقاء كالمربوطة في جيدها بحبل من مسد.
السابع: أنه لما حملت أوزار كفرها صارت كالحاملة لحطب نارها التي تصلى بها.
روى الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء بنت أبي بكر أنه لما نزلت {تبت يدا} في أبي لهب وامرأته أم جميل أقبلت ولها ولولة وفي يدها قهر وهي تقول:
مُذَمَّمًا عَصَيْنَا ** وأَمْرَهُ أَبَيْنا

ودِينَه قَلَيْنا....
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله قد أقبلت وإني أخاف أن تراك، فقال: إنها لن تراني.
وقرأ قرآنا اعتصم به، كما قال تعالى: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابًا مستورًا} فأقبلت على أبي بكر، ولم تر رسول الله، فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني، فقال: لا ورب هذا البيت، ما هجاك، فولت فعثرت في مرطها، فقالت: تعس مذمم، وانصرفت. اهـ.